«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة السابعة والسبعون جزء 5

عبدا لحميد الهمشري *

بدو الأغوار والقدس والخليل  نكبتهم متواصلة

نتابع في هذا الجزء الحديث عما يتعرض له البدو في الضفة الغربية .. الذين غالبيتهم أساساً لاجئون هجروا من النقب في عامي 1948 و1967، وهم يعيشون في أكثر من 90 تجمعا تضم حوالي 50 ألف نسمة يتركزون حول القدس وأريحا وبيت لحم والخليل ويعانون بشكل أساسي من انعدام الخدمات والبنية التحتية ويتعذر على الكثير منهم الوصول إلى المناطق التي تتوفر فيها الخدمات كالصحة والتعليم بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات والتنقل.،  وهم يقسمون إلى قسمين .. البدو الرحل الذين يعتمدون على الرعي، والبدو المزارعين ويتركزون في تجمعات بالأغوار.. البدو الرحل منهم واجهوا منذ عقدين سياسة تهجير احتلالية تقوم على مصادرة أراضي الرعي والمياه لأغراض عسكرية الأمر الذي ساهم في تراجع الثروة الحيوانية بشكل كبير خلال هذه الفترة، ليسهل بالتالي على المستوطنين طردهم من مناطقهم.

ومن أبرز التجمعات البدوية القائمة هذه الأيام: الجهالين وأبو داهوك والعزازمة والكعابنة والرشايدة وأبو نوار والرماضين ومسافر يطا ومسافربني نعيم، وكذلك التجمعات الاكبر هي للعائلات المزارعة في مناطق أريحا والعوجا والبيضة وكردلة وبردلا والمالح والزبيدات والنصرية وغروش بيت دجن والحديدية والجفتلك ومرج نعجة ومرج غزال وعين الديوك الفوقا والتحتا ومنطقة النويعمة.

وهناك سابقتين سجلهما الاحتلال على صعيد تهجير البدو وفق متابعين للشأن البدوي في فلسطين الأولى كانت أوائل الثمانينيات عندما هجر البدو من منطقة الخليل إلى أريحا والقدس، والثانية في العام 1997 عندما رحل الاحتلال 250 عائلة من المناطق المحيطة بالقدس ، فامخطط وفق ما ذكرنا في أجزاء سابقة يهدف إلى ضرب مشروع الدولة الفلسطينية لأن تهجير البدو سيقابله توسع استيطاني وتحديداً المشاريع الاستيطانية العالقة مثل «E1» شرقي القدس وضم الأغوار والتضييق على السكان في الخليل وبيت لحم لاستغلال مناطق ج للاستيطان في توجه لتقليص مناطق الرعي وترحيل البدو من أماكن تواجدهم ، وضم تكتل «معاليه أدوميم» للسيطرة الاستيطانية، بالإضافة إلى ذلك فإن مشروع التهجير سيقسم الضفة الغربية إلى جزأين شمالي وجنوبي وسيؤثر على الفلسطينيين بشكل عام ويقوض كل أشكال التواصل الاقتصادي والاجتماعي والحركي بين شمال الضفة وجنوبها.

  *كاتب  وباحث في الشأن  الفلسطيني